حرصت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على إصدار قرار باعتماد وثيقة تطبيق المواد الإلزامية الثلاث (التربية الإسلامية، واللغة العربية، والتاريخ القطري) في المدارس ورياض الأطفال الخاصة، كوسيلة أساسية لتعزيز القيم الوطنية. إذ يرتكز على 4 ركائز إحداها تبصير فئات المجتمع المدرسي بأهمية اللغة العربية كهوية لأفراد المجتمع القطري وترسيخ القيم الإسلامية والموروث القطري.
وفي هذا الصدد أكد مديرو مدارس خاصة لـ الشرق، أنهم استعدوا للعام الدراسي الجديد بمجموعة من الخطط والبرامج لتعزيز الهوية الوطنية لدى الطلاب، وكذلك الالتزام بما ورد من قرارات بشأن المواد الإلزامية الثلاث، مؤكدين وضع مشروع شامل يرسم للمدرسة آلية العمل في تعزيز الهوية، يعتمد على رؤية المدرسة ورسالتها، وضمان الجودة في الأداء المدرسي، كما تم وضع القيم الرئيسية وقيم فرعية مشتقة منها والتي يجب أن تضمنها المدارس الخاصة ورياض الأطفال في خطط الأنشطة و الدروس وغيرها مع تحديد أي الفئات العمرية التي يجب التركيز عليها.
وأوضحوا أن تنفيذ المشروع في المدارس ورياض الأطفال الخاصة يتم من خلال العديد من الأنشطة والبرامج والمبادرات والمسابقات المتعلقة باللغة العربية والقيم الإسلامية والتاريخ القطري، وهذا يأتي تعزيزاً للقرار الوزاري لسنة 2021 الذي يلزم رياض الأطفال الخاصة بتدريس مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية لمرحلة ما قبل المدرسة (الروضة والتمهيدي).
إجراءات معتمدة
وأشاروا إلى أن خططهم تعتمد على الالتزام بتدريس المواد الإلزامية الثلاث وفقا لعدد الساعات المخصصة لكل مادة ضمن ساعات الدوام الرسمية - ودون دمج وقت تدريسها مع أوقات تدريس المواد الأخرى - وإعداد اختبارات ذات جودة عالية طبقا للمواصفات والتوصيات الصادرة من إدارة تقييم الطلبة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي. والالتزام بالمبادئ الدينية والمنطلقات الرئيسية للموروث الاجتماعي والثقافي، وتعزيز اللغة العربية والهوية الوطنية للمجتمع القطري المسلم في مصادر التعلم والأنشطة الصفية واللاصفية ذات العلاقة، والحرص على عدم وجود ما يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي وقيم المجتمع في المصادر المختارة أو المعدة من قبل المدرسة الخاصة، مع مراعاة مناسبة الصور والرسوم التوضيحية للقيم الإسلامية والعادات والتقاليد القطرية. مؤكدين اعتماد الخطة السنوية للمواد الإلزامية الثلاث للمدرسة من قبل إدارة شؤون المدارس الخاصة.
وأشاروا إلى أن الجداول الدراسية للمدارس الخاصة الدولية شملت 4 ساعات كحد أدنى لتدريس اللغة العربية للطلبة الناطقين باللغة العربية من القطريين والجنسيات العربية، وكذلك ستلتزم رياض الأطفال بتدريس اللغة العربية لمدة ساعة واحد أسبوعياً كحد أدنى، أما مادة التربية الإسلامية فيتم تدريسها بواقع ساعتين أسبوعياً للطلبة المسلمين من مصادر التعلم المعتمدة من الوزارة، أما التاريخ القطري فيتم تدريسه بواقع ساعة واحدة أسبوعياً لجميع المراحل لجميع الطلبة.
تقييمات داخلية
وقال السيد يوسف الجاسم المدير التنفيذي لمدارس المنار الدولية، إن مدارسه سوف تقوم هذا العام بتقييمات داخلية مستمرة للمواد الإلزامية الثلاث، لتحديد درجة التقدم ومواطن الضعف، وإعداد الخطط العلاجية اللازمة، كما سيتم الالتزام بتوفير مصادر التعلم الصادرة عن وزارة التربية والتعليم للمواد الثلاث للطلبة جميعهم دون استثناء، لافتاً إلى أن مدارس المنار حرصت على توفير الكفاءات والخبرات المتخصصة في مجال تدريس المواد الثلاث، والعمل على تطويرها بشكل مستمر وفقا للمتابعة والإشراف ومخرجات تقييم الطلبة.
وأضاف: "سعينا إلى تعزيز الهوية الوطنية التي تعد رمز التكاتف والتكامل الوطني لدى الطلبة، من خلال الأنشطة والفعاليات المختلفة الرسمية. وكذلك تعريف الطلبة غير المسلمين بالدين الإسلامي الحنيف والقيم والأخلاق الإسلامية، من خلال تكثيف التوعية في مصادر المواد الأخرى كالتاريخ القطري والأنشطة المدرسية، كما شجعنا الطلبة على المشاركة في الأنشطة المختلفة لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، التي تعزز الهوية القطرية والتاريخ القطري والمشاركة في المسابقات ذات العلاقة بالمواد الإلزامية الثلاث مثل قطر تقرأ، وأولمبياد القراءة، ومسابقات القرآن الكريم. كما نقوم بدعم الطلبة الذين يتم تحديدهم على أنهم يعانون من صعوبات تعلم محددة، تتعلق بقراءة مادة اللغة العربية في الفصل، والعمل على تقديم دروس إضافية، مع الحرص على عدم تعارض المصدر المساند مع مبادئ الشريعة الإسلامية والهوية الثقافية القطرية".
دور الأسرة
وأوضح الجاسم أنه بحكم أن اللغة العربية هي اللغة الأم واللغة الرسمية في دولة قطر فمن الطبيعي أن يجيد الطلبة القطريون والعرب لغتهم العربية. وحتى الطلاب القطريون والعرب الذين يلتحقون بالمدارس الخاصة، التي في معظمها يكون التدريس باللغة الإنجليزية، أو لغة غير العربية، فمن الطبيعي أن يجيدوا لغتهم الأساسية، وهنا يأتي دور الأسرة بتعزيز وتشجيع أبنائها بالتحدث باللغة العربية ومساعدتهم من خلال الوعي الكافي بأهمية الانتماء الوطني، لذلك يجب أن تكون المشاركة أكبر من الأسرة، التي لديها أبناء في مدارس خاصة، في تحمل مسؤولية تعليم أطفالها اللغة العربية، لأن المدرسة ما زالت هي وحدها التي تتحمل تبعات عملية التعلم.
ترسيخ القيم الوطنية
بدورها قالت الأستاذة ريم الكبارة مديرة مدرسة ستب وان الدولية، إن المدرسة عملت خلال السنوات السابقة على ترسيخ القيم الوطنية والاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية من خلال العديد من الأنشطة الداخلية والخارجية على مستوى الدولة، إذ تتفرد المدرسة بإقامة عدة مشروعات تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة في تطوير المعلمين على مستوى الدولة؛ حيث تقيم المدرسة مسابقة (أنا أنشد) على مستوى المدارس الأخرى في الدولة سنويا، كما تعتني المدرسة بخطط تعزيز الهوية الوطنية من خلال وسائل مبتكرة وجديدة حيث قامت المدرسة بتسمية جميع قاعات المدرسة وأجنحتها وصفوفها بأسماء حكام قطر، وأهم المعالم الأثرية فيها، وأهم النباتات والطيور التي تدل على البيئة القطرية، وأهم المهن التراثية القطرية مما يعطي انطباعا للطلاب بأهمية الهوية الوطنية ويثير في أذهانهم تساؤلات عما تمثله هذه العناوين من معنى بالنسبة للمجتمع القطري.
وأضافت: "كما حرصت المدرسة على إقامة معارض تعزز الهوية الوطنية والدينية لدى الأطفال من خلال مسابقة تصميم أجمل مسجد (مسجد أحلامي) وأجمل سجادة للصلاة، وذلك خلال شهر رمضان الماضي، حيث لاقت تفاعلا كبيرا من الطلاب وإعجابا كبيرا من قبل مشرفي وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالإضافة إلى مسابقة التهجئة باللغة العربية. أما على مستوى المناهج القطرية، تقوم المدرسة بتنفيذ خطط وزارة التربية والتعليم القطرية كاملة، حيث تخصص للغة العربية خمس حصص والتربية الإسلامية خمس حصص والتاريخ القطري حصة واحدة، بالإضافة إلى التعليم الإلكتروني، حيث يتم تسجيل حصة أسبوعية من قبل المعلمين وإرسالها للطلاب عبر منصة التعليم الإلكتروني، كما تخصص المدرسة حصة أسبوعية لكل صف لتحفيظ القرآن الكريم من خلال منهج محدد لكل صف".
مشاركات دولية
وتابعت: "وعلى المستوى الدولي تشارك المدرسة سنويا في الاختبارات المعيارية من مؤسسة (CEM)، والتي تعطي تصورا تفصيليا عن كل طالب من جميع الجوانب العقلية من حيث العمر العقلي للطالب ومستوياته في القراءة والحساب والمهارات الأخرى وعليه يتم وضع الخطط الإجرائية للطلاب الذين يعانون من قصور في أحد الجوانب التعليمية وعلى صعيد الدولة تحرص المدرسة على المشاركة في الفعاليات التي تقيمها الدولة مثل أولمبياد القراءة، المحدث الصغير، مسابقات القرآن الكريم، اليوم الوطني، الكشافة ودرب الساعي، مهرجان أجيال، الزيارات الميدانية للعديد من المواقع الأثرية والتراثية في البلد والعديد من الأنشطة الأخرى".
وأشارت مديرة مدرسة ستب وان إلى أن المدرسة تستخدم أحدث الوسائل التعليمية والتربوية والأجهزة الإلكترونية (BenQ Smart Boards) لتعليم المواد الإلزامية الثلاث. كما أعدت لهذا العام ثلاث خطط لتعزيز الهوية الوطنية وهي خطة الأنشطة المدرسية، خطة تعزيز القيم لوزارة التربية والتعليم، وخطة أنشطة خاصة بمادة التاريخ القطري.
تدريس التاريخ القطري
من جانبه قال الأستاذ سيد رامز مدير مدرسة القاهرة الخاصة، إنه على الرغم من أن مناهج المدرسة تتبع وزارة التربية والتعليم المصرية، إلا أن المدرسة حرصت على تخصيص حصص أسبوعية لتدريس التاريخ القطري للطلبة، فضلاً عن الأنشطة اللاصفية التي تتعلق بالهوية القطرية مثل الزيارات للمتاحف، والأماكن الأثرية، ومعالم الدولة، وكذلك المشاركة في الفعاليات الوطنية، والأنشطة التي تقدمها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لطلاب المدارس في قطر.
أما بخصوص تدريس التربية الإسلامية، فأشار إلى أن الوزارة سمحت للمدرسة بتطبيق مادة التربية الإسلامية ضمن المنهج الوطني لمصر، على أن يتناسب المنهج مع المبادئ العامة للمناهج المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وحصولها على موافقة مسبقة من إدارة شؤون المدارس، وكذلك بالنسبة إلى تدريس مادة اللغة العربية، مؤكداً أن الإدارة المختصة وهي إدارة شؤون المدارس الخاصة تضع خطة متابعة سنوية وفق أهداف تعزيز الهوية الوطنية وغرس القيم الدينية والموروث القطري، وجودة تطبيق المواد الإلزامية ورفع مستوى الطلاب في مادة اللغة العربية التي تعتبر أساس المواد الإلزامية.
ويقوم الاستشاريون المختصون في المواد الإلزامية الثلاث (اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ القطري) بزيارات ميدانية للمدارس الخاصة لمراقبة ومتابعة أداء المدارس وتوجيه معلمي اللغة العربية للممارسات التعليمية المناسبة وفق معايير الوزارة ومدى تطبيق السياسة الأكاديمية، وكذلك الحضور الصفي للمعلمين ومتابعة تطبيق خطط أنشطة تعزيز الهوية الوطنية في المدارس الخاصة.