نشر الاتحاد الأسترالي لكرة القدم أمس بيانا أكد فيه انسحاب أستراليا من سباق استضافة بطولة كأس آسيا 2023 للرجال لكنها ستتقدم بطلب لتنظيم بطولة كأس آسيا للكرة النسائية في 2026، وتقدمت أستراليا وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وقطر بطلبات تعبر فيها عن رغبتها في استضافة كأس آسيا للرجال في 2023 بدلا من الصين، وجاء في بيان الاتحاد الأسترالي لكرة القدم “لقد قرر الاتحاد الأسترالي لكرة القدم عدم التقدم بطلب رسمي لاستضافة كأس آسيا 2023، ويؤكد الاتحاد رغبته القوية في التقدم لاستضافة كأس آسيا النسائية في 2026 وسيتقدم بطلب مفصل وشامل إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قبل انتهاء المدة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري”، ولم يذكر الاتحاد الأسترالي لكرة القدم سببا للانسحاب من سباق استضافة كأس آسيا 2023 للرجال، وكان من المقرر أن تستضيف الصين كأس آسيا في يونيو ويوليو العام المقبل لكنها تخلت عن حقوق الاستضافة في مايو الماضي بينما تسعى للتخلص نهائيا من العدوى بفيروس كورونا.
تنافس ثلاثي آسيوي
بعد الانسحاب الرسمي لأستراليا من سباق تنظيم بطولة كأس آسيا 2023، أصبح في حكم المؤكد أن هناك ثلاث دول فقط سوف تتنافس فيما بينها من اجل الاستضافة وهي قطر وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، كما أن هذه الدول سبق لها شرف التنظيم من قبل، فقط احتضنت كوريا الجنوبية البطولة عام 1960 وقطر عامي 1988و2011 واندونيسيا عام
2007 بتنظيم مشترك بينها وبين تايلاند وسنغافورة والفيتنام، والأكيد أن المنافسة ستكون قوية بين الدول الثلاث بالنظر للإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها كل دولة عن الأخرى لاسيما بلد المونديال الذي يمتلك بنية تحتية مبهرة من منشآت وملاعب رياضية عالمية.
قطر وحلم الثالثة
وتسعى دولة قطر لاستضافة البطولة القارية للمرة الثالثة في تاريخها بعدما استضافت عاصمة الرياضة النسخة الأولى عام 1988وتوج بلقبها المنتخب السعودي على حساب المنتخب الكوري الجنوبي، كما استطاعت دولة قطر أن تفوز بشرف التنظيم للمرة الثانية عام 2011، وفاز باللقب المنتخب الياباني وقتها على حساب نظيره الأسترالي، وسيكون من الجيد ان نشاهد تنظيم هذه البطولة القارية للمرة الثالثة في عاصمة الرياضة لأنه بكل تأكيد ستكون نسخة اكثر من رائعة ومميزة بالنظر للإمكانيات والمنشآت الرياضية والملاعب المبهرة التي تمتلكها.
تنظيم بطولتين كبيرتين
سيكون من الرائع أن تفوز قطر بشرف تنظيم بطولة كأس آسيا 2023 وتنظيم بطولتين عالمية وقارية في توقيت متقارب للغاية، لأنه ليس من السهل الخروج من تنظيم بطولة عالمية مثل كأس العالم 2022 التي تنتهي يوم 18 ديسمبر المقبل وبعدها بشهر تقريبا الدخول في تنظيم كأس آسيا 2023، ولكن هذا سيكتب في تاريخ البلد المنظم بقدرته على استضافة وتنظيم بطولتين عالمية وقارية وراء بعض في وقت وجيز، وهو ما يؤكد القدرة التنظيمية التي وصلت لها دولة قطر في سنوات قليلة.
دعم كبير للملف
يدرك الجميع في القارة الآسيوية أن ملف دولة قطر هو الأقوى والأفضل بين الثلاثي المرشح لاستضافة بطولة كأس آسيا 2023، لان الكل شاهد على التنظيم المبهر لعاصمة الرياضة لجميع البطولات في السنوات الأخيرة باستضافة دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية والكثير من البطولات الجماعية، ولعل نقاط قوة الملف القطري هس المنشآت الرياضية العالمية التي تحتوي عليها قطر بوجود ثمانية ملاعب هي: استاد خليفة ولوسيل والجنوب وأحمد بن علي والمدينة التعليمية والبيت و974 والثمامة وكلها ملاعب من فئة 5 نجوم.
ثقة الاتحاد الآسيوي
يحظى الاتحاد القطري لكرة القدم وملفه المقدم لاستضافة كأس آسيا 2023 بثقة كبيرة من طرف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومسؤوليه، لأنهم يعرفون جيدا قدرات قطر التنظيمية وخبراتها الكبيرة المكتسبة في السنوات الماضية من خلال استضافة الكثير من البطولات العالمية، كما أن الاتحاد القطري لكرة القدم أنقذ الاتحاد الآسيوي عام 2020 من مشكلة تأجيل أو إلغاء بطولة دوري أبطال آسيا بسبب فيروس كورونا الذي ضرب القارة بقوة وجعل الجميع يتهرب من استضافة البطولة، ولكن الاتحاد القطري والمسؤولين في الدولة أخذوا على عاتقهم مسؤولية استكمال البطولة وإخراجها إلى بر الأمان.
الحفاظ على اللقب
كما لا ننسى أن العنابي هو بطل كأس آسيا عام 2019 بالإمارات، وشرف الفوز بتنظيم البطولة القارية عام 2023 سيكون من دون شك في صالح أبطال آسيا، من أجل الدفاع على لقبهم أمام جماهيرهم وعلى ملاعبهم، وهو ما يعطي العنابي أفضلية أكبر لإمكانية الحفاظ على اللقب للمرة الثانية ولو أن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخبات آسيوية وعربية تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وسوف تعمل هي الأخرى للفوز باللقب حتى وان خارج أراضيها مثلما فعل منتخبنا الوطني تماما في النسخة الماضية بالإمارات.
بداية الجولة التفتيشية
من المنتظر أن يبدأ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اليوم زياراته لدول المرشحة لحق استضافة بطولة كأس آسيا 2023 بعد اعتذار الصين مؤخرا عن عدم استضافة هذه النسخة وانسحاب أستراليا رسميا من الترشح، وأشارت تقارير إعلامية في كوريا الجنوبية إلى أن وفد التقييم الآسيوي سيبدأ زيارته اليوم إلى كوريا وأن الزيارة ستمتد حتى الأربعاء المقبل لتفقد استعدادات كوريا للاستضافة، ومن المتوقع أن يعلن الاتحاد الآسيوي في 17 أكتوبر المقبل عن البلد الفائز بحق استضافة هذه النسخة من البطولة.
منافسة كورية جنوبية
بدأ المسؤولون في اتحاد كرة القدم بكوريا تكثيف محاولاتهم للفوز باستضافة البطولة، حيث ضم المسؤولون عن الملف الكوري اثنين من نجوم المنتخب الفائز بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2002 إلى قائمة سفراء الملف للترويج لاستضافة هذه النسخة لتكون الأولى في كوريا الجنوبية منذ استضافتها فعاليات النسخة الثانية من البطولة عام 1960.
وانضم هوانج سون هونج ولي يونغ بيو لاعبا المنتخب الكوري في مونديال 2002 إلى 5 سفراء آخرين للملف، وتم الإعلان عن هذا في حفل أقيم امس لتقديم سفراء الملف.
ويتمتع الملف الكوري بأفضلية تتمثل في أن بلاده لم تستضف البطولة منذ 1960، فيما استضافت أستراليا نسخة 2015، كما استضافت قطر نسخة 2011، فيما شاركت إندونيسيا مع ماليزيا وتايلاند وفيتنام في استضافة نسخة 2007.