توقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أن يفاجئ المنتخب الأسباني الجميع في مونديال 2022 في قطر بفضل التشكيلة التي تضم 5 نجوم والتي ستحاول استعادة أيام مجد بلادها بعد مرور ١٢ عاماً على الفوز بكأس العالم لأول مرة في جنوب أفريقيا 2010.
وسلّط "الفيفا" عبر موقعه الإلكتروني الضوء على المنتخب الأسباني الذي يلعب في المجموعة الخامسة مع ألمانيا واليابان وكوستاريكا، قائلاً إن استعدادات منتخب أسبانيا لخوض غمار نهائيات كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ تبدو أنها ستكون مختلفة تماماً عن المغامرة الفوضوية التي عاشها في الطريق إلى روسيا 2018.
وقال إن لويس إنريكي أعاد بناء الفريق في غضون أربع سنوات فقط. وعلى الرغم من أنها ليست ضمن المنتخبات المرشحة بقوة، وهو الاستحقاق الذي يمنحه المدرب الأسباني للبرازيل والأرجنتين، تلوح أسبانيا في الأفق كأحد المنتخبات الذي يمكن أن ينافس على اللقب بفضل جيل شاب، يدعمه لاعبون مخضرمون، أظهر بالفعل شخصيته التنافسية بعد أن بلغ نهائي دوري الأمم الأوروبية ونصف نهائي يورو ٢٠٢٠.
ورأى أنه بعد ضخ دماء جديدة في المنتخب الأسباني، سيتعين الانتباه إلى مجموعة من اللاعبين الواعدين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير فوري على الحاضر. فلن يكون من المفاجئ أن تصل أسبانيا، بقيادة لويس إنريكي، إلى الأدوار النهائية في قطر.
1- أوناي سيمون (٢٥ عاماً، حارس مرمى)
بعد اعتزال إيكر كاسياس، تولى دافيد دي خيا مسؤولية الدفاع عن عرين لاروخا، إلى أن راهن لويس إنريكي على حارس مرمى أتلتيك بلباو. وقد كان قراره صائباً، لأن أوناي أصبح أحد أعمدة منتخب أسبانيا المتجدد. خطف الأضواء في بطولة كأس أوروبا الأخيرة، بفضل شخصيته القوية بعد أن تمكن من استعادة التوازن من خطأ ارتكبه ضد كرواتيا في ثمن نهائي يورو ٢٠٢٠، ولم يتخل عن أسلوب لعبه القائم على المخاطرة في بناء اللعب من الخلف. إذا وصلت إسبانيا إلى الدور نصف النهائي، حيث سقطت أمام إيطاليا، فذلك بفضل تصدياته الرائعة خلال الوقت الأصلي، وأيضًا في ركلات الترجيح ضد سويسرا.
ويعد هذا الحارس الأساسي بلا منازع الحلقة الأولى التي تعتمد عليها "لاروخا" في بناء الهجمات انطلاقاً من موهبته في لعب الكرة بقدميه. وبفضل الثقة التي يضعها فيه المدرب، اكتسب الثقة مع مرور المباريات ولم يعد يثير الشكوك في الجماهير الأسبانية التي باتت تثق فيه ثقة عمياء قبيل قطر ٢٠٢٢.
2- إيمريك لابورت (٢٨ عاماً، مدافع)
وُلد في مدينة أجين الفرنسية، وحصل على الجنسية الأسبانية في مايو ٢٠٢١، ليسارع لويس إنريكي إلى استدعائه لحل المشاكل الدفاعية لفريقه. وفي ظل عدم استدعاء سيرخيو راموس وتراجع مستوى جيرارد بيكيه، أصبح لابورت عنصراً أساسياً: لعب كل دقيقة في يورو ٢٠٢٠، حيث قدّم مستوى رائعاً. بعدما تلقى تكوينه لسنوات في أتليتيك كلوب إثر انتقاله إلى أسبانيا في سنّ الـ١٦، حط في يناير ٢٠١٨ الرحال في مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا.
ويعدّ لابورت، الغائب حالياً عن الملاعب حتى نهاية سبتمبر بسبب إصابة في الركبة خضع على إثرها لعملية جراحية، عنصراً أساسياً في الفريق الإنجليزي.
ويعتبر مركز المدافع الأوسط الأيسر هو الوحيد الثابت في الخط الخلفي، حيث لم يتم بعد تبديد جميع الشكوك التي تحوم حول المدافع الأوسط الثاني (باو توريس وإريك جارسيا وإينييجو مارتينيز)، والظهير الأيسر (سيزار أزبيليكويتا وماركوس يورينتي وجوردي ألبا وداني كارفاخال وجايا وماركوس ألونسو لعبوا في هذا المركز تحت إمرة المدرب الحالي). في لاروخا، بناء اللعب يبدأ من أوناي سيمون ويمرّ عبر لابورت، المتخصص في هذا المجال: "أحب امتلاك الكرة ولعبها"، أوضح في مقابلة لصحيفة "إل باييس" الإسبانية.
3- بيدري (١٩ عاماً، لاعب خط وسط)
"هل شاهدتم بطولة كأس أوروبا التي خاضها بيدري؟ لم أر أي لاعب يبلغ من العمر ١٨ عاماً يظهر بهذا المستوى في أي مسابقة، ولا حتى أندريس إنييستا. كيف لعب، وكيف شغل الفراغات، وكيف فرض شخصيته. لم أر أبداً شيئاً مماثلاً. إنه شيء يتعدى المنطق. هذه الكلمات للمدرب لويس إنريكي، بعد الإقصاء في نصف النهائي أمام إيطاليا، كافية لتلخيص أهمية ظاهرة برشلونة الشابة في كتيبة لاروخا.
ويعتبر "الفيفا" أن مستقبل صاحب القميص رقم ١٠ في إسبانيا ورقم ٨ في برشلونة ليس له حدود، لكن حاضره يسيل لعاب كل من ناديه ومنتخب بلاده. فأحد أعظم المواهب في كرة القدم العالمية يتمتع بجودة فنية رائعة تنضاف إلى ذكائه في اكتشاف المساحات وشغلها واستغلالها. بفضل سلوكه ومهارته وثقته بالنفس، أظهر شخصيته القوية لحمل مسؤولية اثنين من أهم القمصان في كرة القدم العالمية. كما أن هذا اللاعب متعدد المواهب يستفيد من فهمه للعب للاضطلاع بأدوار مختلفة كلاعب خط وسط أو لاعب محوري أو جناح، حسب الحاجة.
4- سيرجيو بوسكيتس (٣٤ عاماً، لاعب خط وسط)
باستثناء مفاجأة كبيرة، سيكون بطل العالم الوحيد في جنوب أفريقيا ٢٠١٠ الموجود في قطر ٢٠٢٢. ضمن فريق شاب، يرمز بوسكيتس إلى التجربة داخل فريق أسباني متجدد. على الرغم من عمره، يعدّ عنصراً لا غنى عنه سواء في كتيبة لويس إنريكي أو في فريق تشافي. فهذا اللاعب الداهية يعرف كل أسرار كرة القدم دون أن يتمتع بقوة بدنية خارقة. حيث حوّل هذا اللاعب الأسطورة مركز خط الوسط ببساطته كمدير أوركسترا في فرقه. وسيكون لبوسكيتس، أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، دور قيادي في قطر.
5- فيران توريس (٢٢ عاماً، مهاجم)
أصيب في دوري الأمم الأوروبية، ما حرمه من خوض المباراتين الحاسمة ضد اليونان والسويد، لكن ذلك لا يجبّ كل ما قدّمه قبل ذلك. فهو أفضل هدافي لاروخا تحت إمرة لويس إنريكي، وأيضًا اللاعب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في هذه التصفيات، برصيد أربعة أهداف. كما أنه يعدّ عنصراً أساسياً في الترسانة الهجومية لمدرب كتيبة لاروخا.
عاد توريس بعد الإصابة التي تعرض لها في يوليو، والتي أبعدته عن المواجهتين ضد اليونان والسويد. ويمكن لهذا اللاعب متعدد المواهب هجومياً أن يلعب في عدة مراكز ويضطلع بأدوار مختلفة خلال نفس المباراة. وعلى الرغم من أدائه المتذبذب نوعاً ماً منذ انتقاله إلى برشلونة قادماً من مانشستر سيتي، فإن مساهمته في استغلال المساحات وحسّه التهديفي مهمان للغاية بالنسبة لمنتخب أسبانيا الذي لا يزال يبحث عن رأس حربته في قطر ٢٠٢٢.
أفضل مركز يلعب فيه هو كجناح في الجانب الأيمن، حيث يساهم في صنع الكثير من الفرص بفضل عمقه ومراوغاته، فضلاً عن قدرته على هزّ شباك الخصم.