تحت رعاية وزارة الرياضة والشباب انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الـ 54 للاتحاد الدولي لبيوت الشباب، ويستمر خمسة أيام، بمشاركة وفود من أكثر من ثلاثين دولة حول العالم حيث تستضيف أعمال المؤتمر بيوت الشباب القطرية.
ويشارك في المؤتمر نخبة من خبراء بيوت الشباب على مستوى العالم، حيث يناقش مجموعة من الموضوعات التي تخص حركة بيوت الشباب العالمية، والسياحة الشبابية على وجه الخصوص، وطرح استراتيجيات جديدة لبيوت الشباب يتم اعتمادها خلال المؤتمر، إلى جانب عرض الكثير من التجارب الدولية والمقترحات من جانب أعضاء الجمعيات والمنظمات الأعضاء في الاتحاد الدولي لبيوت الشباب لتعزيز الاستفادة بها في هذا المجال وانتخاب مجلس أمناء جديد للاتحاد، وكذلك انتخاب الدولة التي تستضيف النسخة القادمة من المؤتمر.
كما يستعرض المؤتمر تقرير مجلس الأمناء الحالي وإنجازات وتطورات الاتحاد الدولي لبيوت الشباب، وسيتم اعتماد التقارير المالية والحسابات للفترة السابقة، ودراسة الخطة المالية للسنوات الخمس المقبلة.
وأعرب السيد أحمد حسن العبيدلي المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية في الجلسة الافتتاحية عن اعتزاز دولة قطر باحتضان فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي لبيوت الشباب في دورته الرابعة والخمسين طبقا لقرار المؤتمر 52 لسنة 2018 بدولة ايسلندا، حيث تأتي استضافة قطر لهذا الحدث كثاني دولة عربية وأول دولة خليجية.
وقال: إن دولة قطر تتعايش تحت رايتها قرابة خمس وثمانين جنسية حيث يتميز المجتمع القطري بالانفتاح على كل الثقافات والديانات، كما يتميز باعتزازه بهويته وانتمائه الأمر الذي أثرى الحياة الاجتماعية، وبعث في نفوس المقيمين والزائرين راحة كبيرة، خاصة لما توفره الدولة من سبل الحياة الحديثة والمتطورة وتناغمها مع الحرص على المحافظة على التراث والموروث الشعبي القطري في إطار احترام الآخر وتطبيق مبدأ سيادة القانون، حيث قدمت دولة قطر عبر تاريخها نموذجاً حياً للتعايش بين مختلف الثقافات والأعراق فشكلت الوجهة المثلى لاحتضان الجميع دون استثناء او تمييز وبرزت كمثال حي للدول المتطورة الساعية الى دعم قيمها وهويتها.
وأوضح العبيدلي أن رسالة بيوت الشباب الاساسية تتمثل في الارتقاء بالشباب من كافة الشعوب ومساعدتهم على التفاعل مع غيرهم من شباب العالم بغرض تشجيعهم على تحقيق مزيد من المعرفة وتحصيل الكثير من الخبرات الحياتية المختلفة، ولهذا فهي توفر بيوتا مخصصة لسكن الشباب تمنحهم فرصة الاقامة الموقتة في أي دولة يزورونها فهي تقوم بدور مؤسسة تربوية ذات رؤية تساعد الشباب على التعرف على الاخر واكتشاف العالم ومن ثم اكتسابهم لخبرات أكثر ومعايشتهم لتجارب مغايرة.
وشدد المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية في كلمته على أن دولة قطر تولي اهتماما بالغا بالقضايا المتعلقة بالشباب فقد انخرطت في تحقيق هذا المسعى من خلال بيوت الشباب القطرية، حيث سعت الى تشجيع الشباب القطري على الترحال واكتشاف العالم بشغف، كما عملت جاهدة أولا على تشجيعه على زيارة المدن من داخل قطر حتى يتعرف على المعالم التاريخية والأماكن السياحية بها وكل ما من شأنه أن يعزز الثقافة القطرية ويغني الرصيد المعرفي ، وثانيا على التعريف بقطر واكتشاف العالم لها.
كما استعرض السيد أحمد حسن العبيدلي المدير التنفيذي لبيوت الشباب القطرية جانبا من إنجازات بيوت الشباب القطرية المحلية منها والدولية ومنها اطلاق البرنامج التدريبي في الارشاد السياحي، برنامج اكتشف قطر في 144 ساعة/ والحصول على شهادة الجودة من الاتحاد الدولي للشباب 2019 ، إصدار العضوية الرقمية كأول دولة عربية ،الحصول على التصنيف الذهبي للاتحاد الدولي لبيوت الشباب، المشاركة في البرنامج الدولي HI CONNECT كاول دولة عربية ، الحصول على شهادة الايزو 9001-2015.
وأكد اهتمام وزارة الرياضة والشباب بتطوير بيوت الشباب القطرية واعتمادها على الكوادر الشبابية، إذ أن من شأن القادة الشباب إيصال رأي فئة الشباب عن قرب التعرف على توجهاتهم وأفكارهم وآرائهم حول القضايا التي تهمهم.
وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أكد العبيدلي على أهمية المؤتمر حيث حظي بحضور ممثلين عن بيوت الشباب في كثير من الدول العربية، قائلا "نعمل على استكمال لوائح الاتحاد وأنظمته بما يصب في مصلحة الشباب"، مشيرا إلى أن اجتماع اليوم تناول عددا من الموضوعات كان أبرزها تعديل لائحة التصويت في الانتخابات حيث أتاح التصويت عن بعد لمن لهم حق التصويت افتراضيا.
ومن جانبه ، قال السيد ستيفان كورمان رئيس الاتحاد الدولي لبيوت الشباب ،في كلمته الافتتاحية، "إننا سعداء بانعقاد المؤتمر حضوريا لأول مرة بعد توقف الاجتماعات منذ 2020 ،بسبب جائحة كورونا /كوفيد- 19/، التي كان لها تحدياتها على حركة بيوت الشباب العالمية، ومازالت أثارها حتى اليوم، كما كانت أزمات وصراعات دولية أخرى سببا آخر في وجود تحديات على قطاع السياحة الشبابية.
وأكد كورمان أن حركة بيوت الشباب العالمية في حاجة للتوحد والتعاون من أجل معالجة آثار مثل هذه الأزمات لتكون أقوى مما كانت عليه في الماضي.
وقال رئيس الاتحاد الدولي لبيوت الشباب في تصريح لـ /قنا/ إن حركة بيوت الشباب العالمية مرت بالكثير من التحديات خلال المرحلة الأخيرة خاصة خلال جائحة كورونا ولكن كانت هناك استراتيجيات في العديد من الدول لمواجهة تداعيات هذه الأزمة بتفاوت مختلف من دولة إلى أخرى، مؤكدا أن انعقاد المؤتمر في قطر بشكل حضوري أسعد أعضاء الاتحاد جميعا حيث بالإمكان بحث هذه التحديات بشكل موسع خلال النقاشات ووضع استراتيجيات جديدة تعمل على النهوض بهذا القطاع الهام .
ويتزامن انعقاد المؤتمر في الدوحة مع الاحتفال بمرور 90 عاما على نشأة الاتحاد، حيث نشأ الاتحاد الدولي لبيوت الشباب عام 1932، في ذلك الوقت لتوحيد بيوت الشباب في جميع أنحاء العالم، ويعد الاتحاد إحدى أكبر المؤسسات الشبابية على مستوى العالم، ويعمل تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ وينتشر في 74 دولة حول العالم، ويشمل ما يزيد على 4000 بيت حول العالم.