انتهت فترة الانتقالات الصيفية منتصف ليل الخميس على وقع استعادة السوق الكروية الأوروبية نشاطها المكثف بعد تراجع جراء الضغوطات التي خلفتها جائحة كورونا ما أجبر الأندية حينها على الاقتصاد في الانفاق خشية مغامرات محفوفة بالمخاطر، بيد أن ما جرى في الميركاتو المنتهي للتو، يعد تأكيدا على التعافي وعودة الأمور الى نصابها الطبيعي قياسا بحجم الصرف.
الأندية الانجليزية تصدرت المشهد كالعادة، لتسجل فترة انتقالات قد تصبح قياسية بعد وصول اجمالي الإنفاق إلى قرابة ملياري يورو، خلافا إلى الهالة الكبيرة التي رافقت قدوم أسماء وازنة على غرار النجم النروجي إرلينغ هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني والذي ظل مثار حديث العالم من حيث الوجهة التي سيقصدها، قبل ان يظفر مانشستر سيتي بخدماته، إلى جانب النجم الأورغوياني داروين نونيز المنتقل إلى ليفربول أيضا بعدما ظل مطلبا لجل الأندية الأوروبية الكبيرة.
تشلسي هو أكثر الأندية الإنجليزية صرفا بعدما ضم الدولي الانجليزي رحيم سترلينغ والسنغالي خاليدو كوليبالي، ثم الفرنسي ويسلي فوفانا الذي بات أحد أغلى المدافعين في التاريخ بعدما كلف النادي أكثر من 82 مليون يورو، ومع إعادة الغابوني أوباميانغ الى الدور الممتاز قادما من برشلونة، يكون تشيلسي قد أنفق 240 مليون يورو .
الصفقات التي بلغت 100 مليون يورو بدأها ليفربول على غير عادته بالتعاقد مع نونيز من بنفيكا البرتغالي، وهو ما وضع المدرب الالماني يورغن كلوب في مرمى سهام النقد وهو الذي كان قد قال عام 2018 انه لا يمكن أن يدفع في أي لاعب مبلغا كهذا، في حين كانت الحاجة الى لاعب وسط قد دفعت ليفربول للتعاقد مع البرازيلي آرثر ميلو قادما من يوفنتوس الإيطالي لكن على سبيل الإعارة بعد إصابة الإسباني تياغو الكنتارا .
وانفق مانشتسر يونايتد بسخاء في ظل سعيه للعودة الى الواجهة، ليدفع مبلغا كبيرا ناهز 100 مليون من أجل التعاقد الجناح البرازيلي أنتوني من أياكس أمستردام الهولندي، فكانت تلك الصفقة التي اكتلمت في اليوم الأخير من السوق، بمثابة انتهاء ميركاتو نشط جدا للنادي الذي ضم الأرجنتيني ليساندرو مارتينيس والدنماركي كريستيان إريكسن والهولندي تيريل مالاسيا والبرازيلي كاسيميرو .
ولا يعرف ما إذا كان مانشستر يوناتيد هو الذي استطاع ان يحتفظ بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان طامحا بالرحيل، أم أن هداف دوري أبطال أوروبا اضطر الى البقاء حيث لم يجد الوجهة المناسبة للمغادرة .
وعلى مستوى سوق الانتقالات الإسبانية، فإنه لا صوت يعلو فوق صدى ما فعله برشلونة الذي كان يرزح تحت وطأة ديون ضحمة قدرت بحوالي 1.35 مليار يورو، بيد أنه وبعد عملية بيع حصص من العائدات وصفقات رعاية، تمكن الرئيس خوان لابورتا من تأمين الأموال من أجل انقاذ النادي من مصير صعب .
وصرف برشلونة في الميركاتو 153 مليون يورو ليبرم صفقات من العيار الثقيل بضم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بايرن ميونيخ والمدافع الفرنسي جول كونديه القادم من إشبيلية، ومع خروج اللاعبين في الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات على غرار اوباميانيغ، تمكن برشلونة من التعاقد مع الإسباني ماركوس ألونسو، علما بان النادي الكتالوني أبرم صفقتين مجانيتين بضم فرانك كيسي من ميلان والمدافع أندرياس كريستنسن من تشيلسي.
ولم يكن العملاق ريال مدريد ليترك الساحة لمنافسه وغريمه برشلونة، خصوصا بعدما فشله في ضم الفرنسي كليان مبابي من باريس سان جيرمان، فتعاقد مع الفرنسي الاخر أوريلين تشواميني في صفقة قدرت قيمتها بحوالي 100 مليون يورو مع الإضافات.
وباستثناء نشاط برشلونة وصفقة الريال الكبيرة، فإن ميركاتو اسبانيا ظل محتشما على مستوى القادمين، مع الأخذ بعين الاعتبار رحيل لاعبين مميزين منهم على سبيل المثال البرازيلي كاسيميرو والمهاجم السويدي ألكسندر أيزاك المنتقل من ريال سوسييداد الى نيوكاسل الإنجليزي مقابل 70 مليون يورو.
في المانيا يمكن أن يكون العنوان العريض هو خسارة جهود المهاجمين الهدافين المميزين، برحيل روبرت ليفاندوفسكي عن بايرن ميونيخ بعد ثمانية مواسم، وهالاند عن دورتموند.
بايرن ميونيخ اراد تعويض ليفا بضم السنغالي ساديو مانيه من ليفربول وهي خطوة خففت بعض الضغوط على الإدارة، في حين أبرم النادي صفقة هي الأعلى في المانيا بضم الهولندي ماتياس دي ليخت مقابل 67 مليون يورو من يوفنتوس الإيطالي.
بالمقابل لم يكن دورتموند محظوظا في تعويض هالاند بعدما ضم الإيفواري سيباستيان هالر حيث تبين إصابة لاعبه الجديد بورم .
اما في فرنسا يبقى باريس سان جيرمان كعادته هو الأكثر نشاطا بعدما عقد ست صفقات كان آخرها لاعب الوسط الإسباني كارلوس سولر الذي انضم الى لاعبي الوسط البرتغاليين فيتينيا وريناتو سانشيس والإسباني فابيان رويس والمهاجم هوغو إيكيتيكيه والمدافع نوردي موكييلي.
وتخلص باريس سان جيرمان من بعض اللاعبين الذين لا يدخلون في حسابات المدرب الجديد كريستوف غالتييه، مثل لاعب الوسط السنغالي إدريسا غاي الملتحق بإيفرتون الإنجليزي، والألماني يوليان دراكسلر الذي أعير لبنفيكا البرتغالي، والسنغالي الآخر عبدو ديالو المنضم الى لايبزيغ الألماني معارا أيضا، والظهير الأيسر ليفين كورزاوا المنتقل إلى فولهام الإنجليزي بنظام الإعارة أيضا.
وفي ايطاليا نشط يوفنتوس بشكل خاص في فترة الانتقالات الصيفية ضمن مسعاه لتعزيز خط وسطه، فاستعاد خدمات الفرنسي بول بوغبا وضم الكرواتي فيليب كوستيتش والأرجنتينيين أنخل دي ماريا ولياندرو باريديس، فيما أمن دفاعه بالبرازيلي بريمر وهجومه بالبولندي أركاديوش ميليك.
أما بطل الدوري ميلان، فتعاقد مع الأمريكي سيرجينو ديست من برشلونة، في وقت عزز جاره اللدود إنتر خط دفاعه في اللحظات الأخيرة قبل اقفال باب الانتقالات بضمه الدولي الإيطالي فرانتشيسكو أتشيربي بنظام الإعارة أيضا من لاتسيو، محافظا في الوقت ذاته على المدافع السلوفاكي ميلان شكرينيار .